shabab6april.wordpress.com

سياسيون ونشطاء: 6 أبريل أقامت خريطة سياسية جديدة في مصر

In صالون بن رشد by CIHRS

shabab6april.wordpress.com

أجمع سياسيون ونشطاء مصريون على أن التفاعلات المجتمعية التي صاحبت الدعوة للإضراب في 6 أبريل كشفت عن عدد من الحقائق الهامة، وفي مقدمتها الحجم الحقيقي للقوى السياسية التقليدية الموجودة بالشارع المصري منذ سنوات طويلة، سواء كانت في الحكم أو في صفوف المعارضة متوقعين أن تشهد حركة المطالبة بالتغيير والإصلاح في البلاد في المرحلة القادمة ظهوراً قويا لقيادات جديدة متمثلة في الشباب الناشط على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) فيما تباينوا حول الدعوة لتشكيل ائتلاف جديد لقوى وجماعات المعارضة في الفترة القادمة يتولى صياغة مطالب محددة بشأن الإصلاح والضغط في اتجاه تحقيقها.

وقال بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في ندوة نظمها المركز في إطار صالون ابن رشد حول “”مستقبل التغيير في مصر في ضوء احتجاجات 6 أبريل “”، أن تلك الاحتجاجات كشفت عن أن شباباً حديث العلاقة بالسياسة ولا ينتمي إلى أي حركة أو حزب سياسي استطاع الحشد لدعوته للإضراب العام في البلاد في يوم 6 أبريل، وأن حجم الاستجابة الشعبية لهذه الدعوة كان كبيراً بما عكس تعمق مشاعر عدم الرضا عن الأوضاع القائمة لدى فئات الشعب المصري المختلفة، مشيراً إلى أن معارضي الدعوة للإضراب لم يكونوا هذه المرة في مواقع الحكم أو المؤيدين له فقط، وإنما كانوا أيضاً في صفوف المعارضة الرئيسية كحزبي الوفد والتجمع وجماعة الإخوان المسلمين، لافتاً إلي أن مبررات القوي الثلاث الأخيرة لرفض المشاركة – الوفد والتجمع والإخوان – كانت واحدة تقريبا، وتركزت علي أن الدعوة للإضراب جاءت من أشخاص مجهولين، وأنها تمت بدون التنسيق المسبق مع هذه الأحزاب والقوي، رغم أن ثلاثتهم لم ينكروا مبدئية حق الإضراب.
ورأى بهي أن أحداث 6 أبريل كشفت أيضاً عن احتمال بروز خريطة سياسية جديدة في البلاد متوقعاً أن تختفي من هذه الخريطة تأثيرات أحزاب المعارضة الرئيسية، وتولد بدلاً منها أحزاب قوامها من الشباب الذي قاد الدعوة للإضراب، معتبراً أن هذه الأحزاب رفضت “”طوق النجاة”” الأخير الذي ألقاه إليها هؤلاء الشباب بدعوتهم للإضراب حيث رفضت الأحزاب المشاركة فيه رغم شكاواها الدائمة من الضغوط الحكومية التي تمنعها من التواصل مع الجماهير.

نهاية الفزاعة
وفيما حاول مسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان تبرئة جماعته من اتهامها برفض المشاركة في إضراب 6 أبريل، فإنه رفض إعلان موقف محدد للجماعة من الدعوة لإضراب جديد في 4 مايو، وقال العريان أن الموقف من هذا الإضراب سيعلن قريباً، مشيراً إلى أن جماعته درست بعناية وعلى مستوى موسع ما حدث في 6 أبريل، معتبراً إنه كان من مصلحة إضراب 6 أبريل الإعلان عن عدم مشاركة جماعة الإخوان فيه، حيث أنهى ذلك ـ في رأيه ـ استخدام الحكومة للجماعة كـ””فزاعة”” أمام الرأي العام المحلي والعالمي، و حقق الإضراب نسب نجاح عالية وأصبحت الصورة أمام الجميع أن هناك مطلب شعبي بالإصلاح والتغيير، والإخوان ليس لهم شأن به، مؤكداً أنه لا يستطيع أحد أن ينسب لنفسه نجاح إضراب 6 أبريل، سواء من الأحزاب أو جماعة الإخوان أو حركة كفاية.
وانتقد العريان ما وصفه بتدهور المشهد المحلي في مصر واحتكار القرار السياسي والثروة لصالح فئة بعينها، إضافة إلي انسداد الأفق السياسي وركوده مدللاً علي ذلك بما شهدته الانتخابات المحلية مؤخراً من تجاوزات، ومشيراً إلي ما يشهده الواقع الإقليمي والدولي من تعقيدات ونقاط تحول تنعكس بدورها علي المشهد المصري، وتوقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المرحلة القادمة، مؤكدا على أن هذه الاحتجاجات لن تتحول إلى أحداث عنف، مدللاً على ذلك بتركيز دعوة إضراب 4 مايو المقبل على مطالبة المواطنين بأن يلزموا بيوتهم فقط دون الدعوة إلى مظاهرات أو اعتصاماً بالشوارع.
واعتبر العريان أن ما تمر به مصر حاليا يستدعي البدء في تأسيس ائتلاف وطني يضم ما وصفه بالفئات والكتل القادرة على الحركة ودفع الثمن لبلورة برنامج وطني للإصلاح والتغيير، مستبعداً من هذا الائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية لاتخاذها ما وصفه بالموقف المخجل والمزري في انتخابات المحليات الأخيرة وتحالفها مع الحزب الحاكم لإنجاح مرشحيها.
ورأى أن النظام الحاكم في مصر غير قادر على الاستجابة لتحقيق إصلاحات حقيقية وجادة في مقدمتها تخليه عن احتكار الثروة والسلطة، متوقعا أن يزداد القمع الحكومي في المرحلة القادمة بحق نشطاء المعارضة، لافتاً إلى أن المشهد المصري لا يتأثر بإرادات ورغبات المصريين وحدهم ولكن بتداخل أطراف ورؤى إقليمية ودولية أخرى مؤثرة في القرار المصري.

معارضة طازجة
من جانبه رفض الدكتور هاني عنان أحد مؤسسي حركة كفاية دعوة العريان لتشكيل ائتلاف وطني جديد، مؤكداً أن الدخول في ائتلاف تكون جماعة الإخوان طرفاً فاعلا فيه أمر صعب للغاية في ظل إصرارها ـ الجماعة ـ على أنها القوة الأكبر في المجتمع المصري، وقال عنان إن الشارع المصري يشهد حاليا نشأة “”معارضة طازجة”” قوامها من الجيل الجيد الذي يختلف عن الأجيال السابقة في أفكاره وآلياته، مؤكداً أن هذا الجيل الجديد من المعارضة لن يستطيع أحد وقفه أو التصدي له أو فرض الوصاية عليه، ودعا عنان إلى بدء حوار حقيقي بين رموز المعارضة ورموز الحكم في البلاد للوصول إلى حل لحالة الاحتقان القائمة في مصر.
ودعا عنان إلى إفساح المجال أمام جيل المعارضة الجديد، مشيراً إلى أن قوام حركة كفاية كان من جيل السبعينات وأن الحركة نشأت كتجمع نخبوي اعتمد على عدد محدود من البشر لديه مصداقية في الشارع السياسي واستهدفت تحريك المياه الراكدة في البلاد والتحريض على الدعوة للإصلاح والتغيير.
فيما أشار الناشط العمالي كمال عباس مدير دار الخدمات النقابية والعمالية إلي أن الإضرابات العمالية تزايدت في مصر في السنوات الأخيرة بسبب تدهور أوضاع العمال وغياب التنظيم النقابي العمالي الذي تسيطر عليه الحكومة بالكامل، مشيراً إلى أن أعضاء اتحاد العمال هم جميعا أعضاء بالحزب الوطني الحاكم.
وأوضح عباس أن العمال يعانون في ظل تدني الأجور التي يحصلون عليها، إضافة إلي ما أدت إليه سياسات الخصخصة من تشريد للآلاف منهم وقال إن هناك قطاع غير مرئي من العمال يتجاوز تعداده الـ 6 مليون عامل وهم من العاملين في قطاعات عمل غير منتظمة ويفتقدون لأية حماية قانونية، لافتاً في نهاية حديثه إلي أن الإضراب الذي يلجأ إليه العمال هو أسلوب سلمي منصوص عليه في اتفاقيات العمل الدولية المختلفة التي وقعت عليها الحكومة المصرية.

ورأت الدكتورة ليلى سويف القيادية بحركة 9 مارس للمطالبة باستقلال الجامعات أن أحداث 6 أبريل وتفاعلاتها المجتمعية كشفت بوضوح عن ترهل الجماعات والأحزاب السياسية التقليدية الموجودة في الخريطة السياسية المصرية، وعجزها عن الوصول لرجل الشارع، فيما استطاع الشباب من نشطاء الإنترنت صياغة رسالة باسم الشعب المصري وتوصيلها لجميع الأطراف في البلاد.
انتقدت سويف الدور الذي تلعبه أحزاب وجماعات المعارضة في تقوية و””تجبر”” السلطة، بأدوارها الهشة، مشيرة إلي أن ما يجمع بين السلطة والمعارضة في مصر هو خوف الاثنين معا من الشباب والجماهير.

دور مستمر
فيما لفت المدون وائل عباس إلى الدور الذي لعبته المدونات ونشطاء الإنترنت في الكشف عن وقائع التعذيب في أقسام الشرطة ووقائع التزوير الانتخابات وغيرها مما تم كشفه عن طريق نشطاء الإنترنت في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هؤلاء النشطاء قاموا بتغيير الصورة التي حاول الحزب الحاكم ترويجها عن الأجيال الجديدة بأن دوائر اهتماماتها لا تخرج عن الموضة والزواج العرفي وغيرها من الاهتمامات السطحية، حيث قدمت الأجيال الجديدة رسالتها المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بوضوح، وبطريقة عجزت عنها تجمعات قائمة في البلاد منذ سنين طويلة.
وذهب عباس إلي أن هناك نحو 10 مليون مستخدم للإنترنت في مصر، مؤكداً أن الأجيال الجديدة من الشباب المصري لا تقبل بالقوالب القديمة من العمل السياسي والاجتماعي أو رموزها وأن لديها مطالب واضحة بشأن صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وإطلاق الحريات العامة، حتى يتمكن الشعب المصري من اختيار من يحكمه.

Share this Post