GAZA STRIP, GAZA – JUNE 06: A view of destruction inside the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees (UNRWA) school sheltering thousands of people, in Nuseirat Refugee Camp, Gaza Strip, Gaza on June 06, 2024. It was reported that death toll from Israeli airstrike on UNRWA school in Nuseirat refugee camp, central Gaza Strip, rises to 39. Ali Jadallah / AnadoluNo Use USA No use UK No use Canada No use France No use Japan No use Italy No use Australia No use Spain No use Belgium No use Korea No use South Africa No use Hong Kong No use New Zealand No use Turkey

ورقة بحثية: إسرائيل تفرض أوضاعًا معيشية كارثية على سكان غزة بهدف “الإهلاك الفعلي” لهم وفق تعريف جريمة الإبادة الجماعية

In البرنامج الدولي لحماية حقوق الإنسان, دول عربية, غير مصنف T by Tarek

ورقة بحثية: إسرائيل تفرض أوضاعًا معيشية كارثية على سكان غزة بهدف “الإهلاك الفعلي” لهم وفق تعريف جريمة الإبادة الجماعية

Image
GAZA STRIP, GAZA – JUNE 06: A view of destruction inside the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees (UNRWA) school sheltering thousands of people, in Nuseirat Refugee Camp, Gaza Strip, Gaza on June 06, 2024. It was reported that death toll from Israeli airstrike on UNRWA school in Nuseirat refugee camp, central Gaza Strip, rises to 39. Ali Jadallah © Anadolu via Reuters Connect

18/06/2024

أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان اليوم ورقة بحثية حول الأوضاع الكارثية المستمرة في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، يفند فيها وفقًا لأركان تعريف جريمة الإبادة الجماعية؛ كيف تتعمد إسرائيل فرض ظروف معيشية من شأنها "الإهلاك الفعلي" لسكان غزة، وتدمير الشعب الفلسطيني فعليًا.

الورقة البحثية التي جاءت تحت عنوان: "لم أكن أدري إن كان طفلي حيًا أم ميتًا" استندت في تحليلها إلى شهادات من 13 إمراه ورجل من سكان غزة، فضلاً عن الأدلة التي قدمها الأكاديميون وخبراء الأمم المتحدة المستقلون، واعتبرتها محكمة العدل الدولية كافية لأن تأمر إسرائيل بتدابير وقائية لوقف الإبادة، بالإضافة إلى السوابق القضائية في وقائع مشابهة، تسمح بإثبات بعض عناصر جريمة الإبادة التي أضمرتها إسرائيل للشعب الفلسطيني، والأفعال العدائية الإجرامية التي ارتكبتها لتحقيق هذا الغرض.

وخلصت الورقة البحثية إلى أن هناك أدلة مباشرة وظرفية واسعة النطاق بأن الهجمات الإسرائيلية قد استهدفت تدمير الفلسطينيين بشكل فعلي، فأسفرت عن أعداد هائلة من القتلى والجرحى (36,284 قتيل، 82,057 مصاب حتى 31 مايو)، فضلاً عن مستوى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية المدنية الأساسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وملاجئ الإيواء ( أكثر من 60% من المباني تم تدميرها)، وتعمد عرقلة الوصول إلى الخدمات الحيوية (كالماء النظيف والصرف الصحي والكهرباء والوقود والخدمات الصحية) والمساعدات الإنسانية الضرورية (بما في ذلك الغذاء والدواء ومستلزمات النظافة) للبقاء على قيد الحياة. هذا بالإضافة إلى استخدام سياسية التجويع كأسلوب حرب، والزج بغزة نحو مجاعة حقيقة بدأت بالفعل، إذ توفي 32 شخصًا بسبب الجوع، بينهم 28 طفلًا، في مطلع  أبريل الماضي. ومن المتوقع أن يصل 1.1 مليون شخص إلى مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في غزة بحلول يوليو 2024. هذه الفظائع الإسرائيلية تؤكد ما سبق وأقرته تصريحات رسمية لمسئولين إسرائيليين تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتصفهم بـ "الحيوانات البشرية"، وتتوعد بـ "محو غزة" من على سطح الأرض.

المساعدات الغذائية قليلة جدًا جدًا جدًا ونادرة جدًا وإذا إجت بتكون مثلًا كل 3 أشخاص بيضة واحدة أو لكل العائلة علبة فول واحدة. أول ما جينا كل أسبوع، حاليًا يمكن إلنا 3 شهور ما طلعلنا.
كذلك، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المستمرة لأكثر من 8 أشهر عن نزوح أكثر من 75% من سكان غزة، ورغم أن المحاكم الدولية لم تعتبر التهجير القسري في حد ذاته إبادة جماعية، إلا أن أوامر الجيش الإسرائيلي المتكررة لسكان غزة بإخلاء مناطق معينة، بينما لا توفر لهم الوقت الكافي والطريق الآمن ومكان آمن للجوء، بالإضافة إلى تعمد مهاجمة الفلسطينيين أثناء تهجيرهم أو في مناطقهم "الآمنة" (هوجمت 7 مخيمات للنازحين على الأقل في مايو 2024) يمكن تفسيره أيضًا على أنه جزء من حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين كمجموعة.
كانت الطرقات مخيفة جدًا جدًا، جثث ميتين في كل مكان... صاروا يرموا الفوسفور ... جربنا حروب كتير بس زي هيدي الحرب ما جربنا، وين ما تروح أنت بخطر... أنا شفت القنابل بعيني مضيئة وبينزل دخان اسود بعدين يصير أبيض.
لا يمكن تجاهل معقولية ارتكاب جريمة إبادة جماعية في غزة في ضوء تحليل الأفعال الإجرامية المتعمدة التي ترتكبها إسرائيل وتصريحات مسئوليها المحرضة. فوفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، تتألف هذه الجريمة من عدة أفعال ترتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة معينة وإخضاعها عمدًا لظروف معيشية بقصد الإهلاك الفعلي لها، وهذا ما يحدث الآن في غزة.
آمنة القلالي، مديرة البحوث بمركز القاهرة
في مقابلاته، حرص مركز القاهرة أيضًا على التواصل مع مجموعة من النساء اللاتي خضن تجربة الحمل والولادة بعد 7 أكتوبر، وكيف أثرت هذه الظروف المعيشية المرعبة على حياتهن وحياة مواليدهن، وذلك لفهم أعمق للإبادة الجماعية التي تتكشف. وقد أكدن كلهن أنهن لم يتمكّن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة قبل الولادة، أو زيارة الطبيب، أو إجراء الفحوصات اللازمة طوال فترة الحمل وأن المستشفيات التي خضن فيها تجربة الولادة تفتقر إلى أية عقاقير للتخدير أو مسكنات للألم، فضلاً عن تعرضها للقصف.
أيام وبفوت بشهر الولادة وما عندي أي خطة ولا حتى بعرف شو بعمل، بيحكوا في مستشفى، بس أنا كيف بوصلها؟ في إسعاف يوصلني؟ ما في سيارات حتى. ما في مستشفى قريبة... ما في دكاترة، ما في بنج، ما مسكنات.

الورقة البحثية سلطت الضوء أيضًا على مسئولية حلفاء إسرائيل عن هذه الجريمة، سواء بالتواطؤ المقصود، أو بشكل فعلي من خلال تزويد إسرائيل بالدعم السياسي والمالي والعسكري الذي يمكنها من مواصلة ارتكاب هذه الجرائم التي قد تصل حد الإبادة الجماعية. كما أدان المركز في هذه الورقة عجز الدول العربية عن إدانة ومحاسبة إسرائيل وتقديم خطة فعالة لإرساء وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.

قدمت الورقة مجموعة من التوصيات على رأسها وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وضمان تقديم ووصول المساعدات الإنسانية الفعالة بشكل عاجل وفوري وكافي للفلسطينيين في غزة. فضلاً عن توصيات أخرى بشأن منع تصدير الأسلحة لإسرائيل ووقف دعمها السياسي والعسكري، وإلزامها بالامتثال لتدابير محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن. هذا بالإضافة إلى التشديد على ضرورة أن تكون المساءلة أولوية رئيسية في مواجهة الجرائم الدولية الخطيرة التي ارتكبتها جميع الأطراف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، سواء من قبل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في 7 أكتوبر واختطاف الرهائن واحتجازهم، أو تلك التي تواصل القوات الإسرائيلية ارتكابها في غزة لأكثر من 8 أشهر. وتحقيقًا لهذه الغاية، يجب ضمان وصول آليات التحقيق المستقلة الكامل إلى قطاع غزة والمناطق المتضررة الأخرى.

لم أكن أدري إن كان طفلي حيًا أم ميتًا

كيف تفرض إسرائيل ظروفًا معيشية تستهدف «الإهلاك الفعلي» للفلسطينيين في غزة

Share this Post