تعرب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه عن بالغ استنكارها لعدم غلق القضية 173 لسنة 2011 (المعروفة بقضية الانتقام من المنظمات الحقوقية) والمتواصلة على مدار 11 عامًا، رغم صدور بعض القرارات المتفرقة بحفظ التحقيقات مع بعض الحقوقيين أو رفع قرار حظر السفر عن البعض، أخرهم الحقوقية عزة سليمان، في هذه القضية. إذ تعتبر المنظمات أن هذه القرارات التي جاءت بعضها ، في سياق مفاوضات بين الحكومتين المصرية والأمريكية على المعونة العسكرية، لا تعني غلق القضية بالكامل أو التوقف عن التنكيل المتواصل بالحقوقيين المتهمين وغير المتهمين فيها. إذ ما زالت بعض المنظمات رهن التحقيق في هذه القضية على خلفية اتهامات مختلقة تصل عقوبتها للسجن مدى الحياة، فضلاً عن استمرار سريان القرارات الصادرة بالتحفظ على الأموال والمنع من السفر بحق بعض الحقوقيين في هذه القضية، بما في ذلك عدد ممن تم حفظ التحقيقات معهم. فمن بين 32 حقوقي وحقوقية ممنوعين من السفر في هذه القضية، لم يتمكن حتى الأن سوي 4 فقط من السفر رغم قرار حفظ التحقيقات بحق معظمهم. هذا بالإضافة إلى عزم السلطات المصرية الزج ببعض الحقوقيين في قضايا جنائية جديدة ذات طابع سياسي وأخرى تزعم التهرب الضريبي، وذلك لضمان استمرار التنكيل بهؤلاء الحقوقيين وشل قدرة ما بقي من المنظمات الحقوقية المستقلة على توثيق جرائم حقوق الإنسان المرتكبة في مصر.
تشمل أساليب التنكيل بالحقوقيين وترهيبهم الاستدعاءات غير القانونية للعاملين بالمنظمات في مقار الأمن الوطني، وحملات التشويه والتشهير الإعلامية الممنهجة بحق المنظمات الحقوقية والعاملين فيها، واتهامهم بالخيانة والتحريض على قتلهم، وصولاً إلى التعدي بالضرب عليهم في الشوارع وتهديد حياتهم، مثلما حدث مع الحقوقي جمال عيد. فضلا عن الزج بهم في السجون بتهم ملفقة مثل نشر أخبار وبيانات كاذبة. الأمر الذي سبق وتعرض له الزملاء في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، والحقوقيين إبراهيم متولي و هيثم محمدين ، والباحث الحقوقي إبراهيم عز الدين الذي تعرض للإخفاء القسري والتعذيب الوحشي لعدة أسابيع قبل حبسه، ومدير مركز عدالة للحقوق والحريات المحامي محمد الباقر الذي صدر حكم تعسفي بحبسه 4 سنوات ووضعة على قوائم الإرهاب، والحقوقي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الذي صدر بحقه أحكامًا غيابية بالسجن بلغت 18 عامًا بسبب عمله الحقوقي. هذا بالإضافة إلى تلفيق اتهامات والحكم بحبس الناشطة في مجال حقوق المرأة أمل فتحي زوجة مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، والتي صدر بحقها مؤخرًا حكم بالحبس لمدة عام.
وعليه، تطالب المنظمات الموقعة بضمان استقلال وحرية عمل المنظمات الحقوقية، الأمر الذي يتطلب الإغلاق الفوري للقضية 173 ولكل ما ترتب عليها من قرارات بحرمان عدد من الحقوقيين من بعض حقوقهم المدنية. ووقف استنساخ قضايا جديدة بأرقام مختلفة للتنكيل بالحقوقيين، ووقف حملة الانتقام والترهيب بحقهم، والإفراج الفوري عن المحتجزين منهم، واسقاط الحكم القضائي الجائر بحق محمد الباقر، والأحكام القضائية الغيابية التي استندت لاتهامات ملفقة بحق أمل فتحي وبهي الدين حسن.
المنظمات الموقعة:
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
- كومتي فور جستس
- مبادرة الحرية
- مؤسسة حرية الفكر والتعبير
Share this Post